الثلاثاء، 9 سبتمبر 2014

سريع القلم ...أمير الخطاطين ....الخطاط الشيخ محمد عبد العزيز الرفاعي (1872-1934) م ,,,,,,,,المهندس عبدالرزاق الحمداني


سريع القلم ...أمير الخطاطين ....الخطاط الشيخ محمد عبد العزيز الرفاعي (1872-1934) م :

                                  المهندس عبدالرزاق الحمداني



  عزيزالرفاعي(1872-1934)م أحد الخطاطين المشهورين والمعدودين في أواخر سلسلة الخطاطين العثمانيين،ولد في مجقا(مجكا) وهي التي كانت مركز ولاية طرابزون،على الساحل الشرقي للبحر الأسود عام(1872)م الموافق(1288)ﻫ(1) .
واستقر في طفولته عندما كان عمره خمس سنوات مع عائلته ووالده عبد الحميد أفندي في كاغد خانه وهي إحدى أحياء استانبول بعد انتقال العائلة إليها، ومن خلال انتظامه في كتاب الحي ظهرت قابليته في الخط العربي وبدأ يدرس ويتعلم ويعمل ويكتب ويتمرن ويمشق على أستاذه ومثله الأعلى الخطاط المشهور عارف أفندي الفلبوي(نسبة إلى مدينة فلبة البلغارية) البقال (لافتتاحه محلا للبقالة) وأصبح أحسن تلاميذه ،بل أحسن خطاط نشأ وتعلم عليه في خطي النسخ والثلث(2)،كما انتظم و بدأ دوامه في مدرسة نور عثمانية للخط العربي والزخرفة الإسلامية في حي كاغد خانه لعدة سنوات.
درس عزيز الرفاعي كل من  خطوط الرقعة والديواني والنسخ والثلث على الحاج عارف أفندي الفلبوي،كما درس خط التعليق على مأمور دائرة المساحة  الخطاط حسين حسني القرين آبادي،وذلك لكون طريقة التدريس والإجازة كانت على هذا المنوال،التعليق يدرس لوحده عند أستاذ خطاط متقن والخطوط الأخرى(رقعة،تعليق،ديواني ،نسخ،ثلث) تدرس جميعا وسوية عند خطاط متقن،كما أفاد من تجربةوخبرة وتوجيه(شيخ الخطاطين حينها(سامي أفندي) في صقل موهبته الخطية وتقدمه في مشوار الخط وتكوين أسلوبه المميز له،ليعرف به ومن خلاله بـ(سريع القلم)  حافظ  خطاطنا عزيز أفندي على الأسلوب والروحيةوالانماط الخطية التي طبعت خطي الثلث والنسخ والتي طورها مصطفى راقم أولا ليهذبها من بعده شيخ آخر من شيوخ الخط هو محمد شوقي وليكمل السلسلة من بعده الحاج عارف أفندي الفلبوي،والذي أخذ عنه مترجمنا ليصقلها وينمقها ولتبرع أنامله وتخط وتصوغ سلاسل خط ذهبية بديعة وأخاذة. 
وقد تقدم كثيرابمشقه وخطه ووصل مرتبة متقدمة في الخط وهي مستوى الإجازة،حيث أجيز بعدها من قبل كل من أستاذه الحاج عارف أفندي الفلبوي ورئيس الخطاطين محسن زادة عبدا لله بك في 26 رجب 1314هج الموافق سنة 1896الميلادية في نفس الإجازة (انظر الشكل رقم(1) في الخطوط الشائعة مقلدا بذلك حلية ولوحة خطية جامعة لمصطفى الراقم(والتي تعتبر بحق من أروع الإجازات الخطية في تأريخ الخط العربي قديما وحديثا) . وبعد تعلمه واتقانه لخط الثلث وهو نسق وطراز ونوع الخط العربي بالحروف الكبيرة وخط النسخ وهو نسق وطراز ونوع الخط العربي بالحروف الصغيرة،في نفس الوقت تمرن على خط التعليق(الفارسي) مع مأمور دائرة المساحة القرين آبادي حسين حسني(ت: 1333-1914 م) وليجيزه في العام (1312-1896 م)،انظر الشكل رقم(2)،كما درس خط التعليق والجلي على سامي أفندي فيما بعد.
ومن خلال مشاركته في اللقاءات في بيت أستاذ الخط سامي أفندي في هرهركل يوم ثلاثاء بصورة دورية وأسبوعيا أتقن تفاصيل أسلوب خط الجلي (الثلث والتعليق)،هذا بالإضافة لقدرته ومهارته والتي مكنته من تهذيب وتطوير معرفته وقدراته الخطية،فقد حاول جهده وأظهر مقدرة وبراعة في هذه المنطقة في إيجاد أسلوب خاص ومتميز به،أهله لاكتساب شهرته وتلقيبه ب (سريع القلم) .
في العام 1893م الموافق(1311ﻫ) عمل أولا ككاتب في دائرة مشيخة الإسلام في استانبول،بمرتب شهري قدره(200)قرش،بالإضافة لعمله هذا فقد بدأ يحضر دروس سحري أحمد أفندي في علوم الشريعةالاسلامية ولحين منحه الإجازة العلمية في العلوم العقلية والنقليةالعام(1322-1904م)،وقد استمر مترجمنا مواظبا في عمله الوظيفي ،ولخطه البديع ولسلوكه الرفيع تمت ترقيته بعد فترة وجيزة وليصبح مرتبه(1750قرش) وتم منحه الميدالية الفضية،وكرم بالوسام ألمجيدي من الدرجة الرابعة.
وبعد أن أصبح مريدا للشيخ كنان الرفاعي وأحد أتباعه المقربين في العام (1908-1326ﻫ) وأخذه عنه وإكماله حلقة التعليم عليه،فقد أصبح خليفته بالطريقة الصوفية الرفاعية والتي مكنته من الاستمرار على تلقين وتعليم طريقة أستاذه وشيخه لمريديه،وهو ماكانت تحفل به عاصمة الخلافة الإسلامية استانبول آنذاك من انتشار الطرق الصوفية المختلفة والتكايا وخاصة المولوية(وهي التي يشتهر أفرادها بارتداء الطربوش الطويل ويمارسون طقوس معينة من أهمها التواجد بالرقص والدوران في حلقات الذكر اليومية) .
وقد جسد الشيخ محمد عبد العزيز الرفاعي شخصية العالم المتصوف والخطاط الورع وتمثلت بصورة واضحة في حياته الخاصة وتصرفاته اليومية ، ويقول عنه الذين عرفوه عن قرب انه (كان رحمه الله مثالا للادب والحياء) .
الرفاعي وكتابة المصحف : عندما رغب ملك مصر فؤاد الأول بكتابة نسخة خاصة به من القرآن الكريم تمت مناقشة الموضوع من قبل دائرة الكتاب الملكية المصرية الخاصة،وقد بدأ جليا أن نقيب الإشراف عزيز أفندي الأيوبي هو الأبرع في هذا المضمار وعليه فقد تمت دعوته لزيارة مصر العام (1920)،وفي 14 محرم 1341ﻫ أي العام 1922م،سمحت دائرة مشيخة الإسلام لمترجمنا بقضاء ستة أشهر هناك،حيث سافر بعدها لمصر وأتم انجاز وكتابة المصحف الكريم في ستة أشهر وليقضي ستة أشهر أخرى بزخرفته وتذهيبه،وليكون بعدها من أجمل المصاحف المخطوطة.

الصورة تجمع الشيخ الرفاعي وهو يتوسط اعضاء الهيئة التدريسية وطلاب مدرسة صالح اغا
بعد انجاز كتابة المصحف وزخرفته وعندما حان وقت العودة للوطن ،وصل الخبر بإلغاء وظيفته في استانبول،في ذلك الوقت وفي تلك الظروف غير المستقرة والقلقة التي كانت تمر بها تركيا،وبعد الانقلاب الكمالي وإعلان الاتحاديين الجمهورية وللتغييرات التي شملت النظام الجديد ، تم إلغاء دائرة مشيخة الإسلام أصلا،وهي التي تمس مترجمنا مباشرة كما تم إلغاء استعمال الحرف العربي واستبداله بالحرف اللاتيني،مما حدى بمترجمنا لقبول عرضا بالبقاء في مصر لتأسيس مدرسة خاصة بالخط العربي والزخرفة الإسلامية،وهكذا استقر مع عائلته في القاهرة،وبدأ بتدريس الخط العربي والزخرفة الإسلامية والتذهيب لمدة إحدى عشرة سنة في مدرستي(خليل أغا)و(الشيخ صالح) لتحسين الخطوط العربية في  القاهرة،وبراتب شهري قدره(نصف ليرة ذهبية وصدق وبنجاح متواصل ..
و قام الشيخ عزيز الرفاعي خلال مسيرة حياته الخطية بتدريس الخط العربي في مدارس مختلفة وعديدة،نذكر منها تدريسه في مدرسة القضاة،وكذلك في مدرسة الرشدية المحمودية العليا،وأعطى محاضرات للضباط في خط التعليق(الفارسي)في دائرة مشيخة الإسلام إضافة لعمله ككاتب فيها،وكانت جميع هذه المدارس في استانبول،كما قام بالتدريس في مدرستي خليل أغا والشيخ صالح في القاهرة فيما بعد سنة 1922م ولحين عودته لاستانبول ووفاته فيها صيف عام 1934م.
وقد أتقن الشيخ عبد العزيز الرفاعي جميع أنواع الخط العربي وتفوق فيها وترك بصمته الشخصية ونفسه فيها،وكان ماهرا جدا في المحافظة على الطرق المتداولة في كتابة النماذج الخطية وتنسيقها،كما أجاد في رسم التوقيعات السلطانية(الطغراء الخاصة بالسلطان) وقام بزخرفة وتذهيب كتاباته وخطوطه بنفسه شخصيا،كما كان ينمي هواياته بقيامه بصناعة الورق المجزع (الآبرو)شخصيا.
و قام بالتوقيع على أعماله وكتاباته المبكرة بـــــ(عبدا لعزيز الأيوبي) أو(عزيز) وأعماله المتأخرة وخاصة ماكتبه خلال مكوثه في القاهرة بمصربــــــــــــ(الشيخ محمد عبدا لعزيز الرفاعي) .
وكان قد أنجز ونفذ أعدادا كبيرة جدا من القطع والأعمال الفنية،وله لوحتين مؤطرتين في جامع بورصة الكبير،كما أنجز كتابة(12)مصحفا كريما, وكتب(6)حلي نبوية*بالخطوط المعروفة ولتتضح فيها براعته وأسلوبه المتميز في أعماله،ومن المعروف أن تدريسه للخط العربي،وتزعمه للتعليم والتوجيه والإبداع الفني لحركة الخط العربي عند إيفاده إلى مصر(4) لعب دورا كبيرا في إعادة الحياة للخط العربي في مصر ،حيث تتلمذ على يده كثيرا من الخطاطين(من المصريين والعرب) والذين قاموا فيما بعد بنشر وتدريس الخط العربي في مصر وأقطار عربية أخرى،نذكر منهم العراقيين مثلا الخطاط محمد طاهر الكردي المكي(الاربلي العراقي الأصل) الذي أجاز الخطاط العراقي محمد صالح الشيخ علي الموصلي والخطاط العراقي محمد علي صابر البغدادي والذي أصبح فيما بعد أستاذ الخطاط الفذ هاشم البغدادي شيخ الخطاطين العراقيين .
 كتب كراسة في تعليم خط التعليق واتصالاته مع قصيدة في ألمشق العام 1342 ﻫ في ثمانية صفحات (انظر الشكل رقم 4) ,وأتم كتابة قصيدة البردة بخط التعليق في (80)صفحة العام 1352ﻫ (انظر الشكل رقم 5) ،كما أتم كتابة كراسة أحسن النماذج في تحسين خطي النسخ والثلث العام 1336ﻫ في (20)صفحة(انظر الشكل رقم 6) ،وأتم كتابة القصيدة النونية بالألطاف الجليلة الربانية بخطي الثلث والنسخ العام 1336ﻫ في (27) صفحة والتي طبعت مرتين،الطبعة الأولى في القاهرة كانت طبعة رديئة،لحين قيام تلميذه الخطاط محمد علي المكاوي بطباعتها للمرة الثانية في القاهرة العام 1374ﻫ الموافق سنة 1954 م طبعة جيدة (انظر الشكل رقم 7) ،بالإضافة إلى هذه النماذج من الإعمال والخطوط هناك أنواع مختلفة لنماذج خطية ولوحات خطية مؤطرة يمكن ملاحظتها في المجاميع الخطية الشخصية أو المتاحف، وتعتبر مجموعة المهندس أكرم حقي نسيبه(زوج ابنة الشيخ عبدالعزيزالرفاعي) من أروع هذه المجاميع،كما إن القطع والمرقعات الصغيرة التي تركها في القاهرة خير شاهد على قدراته وغزارة إنتاجه وهو مااستحقه فعلالتلقيبه بسريع القلم بين الخطاطين.
 درس الشيخ عبد العزيز الرفاعي الخط العربي في تركيا ومصر ونورد هنا   :
أشهر تلاميذه من الخطاطين الأتراك :
أ.محمود بدر الدين يازر(ت:1952م) :
 خطاط مجيد ومتمكن في أنواع الخط العربي وخاصة الثلث وجليه والنسخ،كما قام بتأليف كتاب (الخط وروائعه في الحضارة الإسلامية/3 أجزاء) أشرف على طباعته مؤرخ الخط والخبير في مركز الأبحاث باستانبول (الخطاط والناقد الفني ومؤرخ الخط "التركي مصطفى اوغردرمان")،تم طبع الأجزاء الثلاثة في انقره الأعوام(ج1/1972،ج2/1974،ج3/1989).
ب.عمر وصفي أفندي(1880-1928):
 إمام وخطيب جامع البردة الشريفة باستانبول،وهو شقيق الخطاط البارع محمد أمين يازجي،ويعرف بدلي عمر لكثرة مزاحه،مهر وأجاد كتابات الجلي ثلث مقلدا بها طريقة سامي أفندي وتفوق في تقليدها .
ج.الحافظ أحمد حمدي تزجان أفندي:من الخطاطين البارعين في خط الجلي ثلث. 
   أشهر تلاميذه من العرب والمصريين:
ا.الخطاط الشيخ محمد طاهر الكردي المكي(العراقي الأصل ،ت:1980):
الذي أجاد كتابة أنواع الخط العربي ,له كراريس خطية في أنواع الخط العربي منها (نفحة الحرمين)،كتب مصحف الحرمين بخط النسخ،  وهو مؤلف كتاب (تأريخ الخط العربي وآدابه)طبع مرتين الأولى بالقاهرة 1939والثانية بجدة العام 1980 .
ب.الخطاط محمد علي المكاوي(ت:1975 م):
يعتبر من ابرع تلاميذه من الخطاطين المصريين,برع وأجاد في كافة الخطوط وخاصة الثلث وجليه،له عدة كراريس خطية في أنواع الخط العربي ،وقام بطباعة كراسة أستاذه الموسومة(القصيدة النونية بالألطاف الجليلة الربانية)العام 1954 في القاهرة.
ج.محمد احمد عبد العال:
أستاذ وخطاط بارع في أنواع الخط العربي ،كراريسه في أنواع الخط العربي( الثلث والنسخ والتعليق والديواني والرقعة المطبوعة بالقاهرة مطلع الستينات) تشهد له بعلو مكانته وطول باعه  وقدراته الخطية المتقدمة،وهو من أساتذة الخط العربي المصريين المتقدمين بمدرستي تحسين الخطوط العربية بالقاهرة والجيزة .

د.كل من الخطاطين(محمد أفندي الشحات،محمد رزق موسى،محمد أفندي حافظ،عبد القادر أفندي،نجم الدين أفندي،عبدا لرازق سالم،أحمد أفندي مختار،عبد الرحمن حافظ)ولهؤلاء الخطاطين آثار خطية كثيرة(كراريس خط،مرقعات،لوحات خطية،أمشق خطية)،ويكفيهم شهادة بحسن خطوطهم نماذجهم الكثيرة المنشورة في كتب الحاج عباس كرارة(الدين والحج،الدين والصلاة،الدين والصوم ،الدين والزكاة،الدين والشهادة،الدين والأدب، الدين والفن)،كما أن كتابي الباحث والمحقق التراثي فوزي سالم عفيفي(سجل الكتابة المشقية، وسجل الكتابة العربية) تزخر بنماذج خطية كثيرة لهم.
ولاختلاف البيئة ولتسبب المناخ في بعض المشاكل الصحية له فقد تقاعد وعاد إلى استانبول(5)،وبعد عودته بفترة قصيرة انتقل ا لى رحمته تعالى  عن عمر (62)عاما،وكانت وفاته يوم 16 آب 1934 م الموافق لليوم الخامس من جمادى الأولى لسنة 1353ﻫ،ودفن في مقبرة أدرنه قابي(6)في استانبول صورة شاهد قبره رحمه الله رحمه واسعة وجعل الجنة مثواه آمين. 
أ.أجاز كل من الخطاطين العراقيين:
أولا.محمد علي صابر في العام(1928)م في القاهرة والمنشورة صورتها مع هذا التحقيق، وهو أستاذ المرحوم الخطاط هاشم البغدادي والذي أعاد لبغداد وجهها المشرق في الخط العربي وماضيها الخطي التليد من خلال أعماله الفنية والخطية الكثيرة.
 ثانيا.محمد طاهر الكردي المكي الاربلي الأصل،عند دراسته في مدرسة تحسين الخطوط العربية بالقاهرة في الثلاثينات من القرن الماضي/ والذي أجاز الخطاط الموصلي محمد صالح الشيخ علي الطائي،خلال مروره ببغداد إلى اربيل العام (1945)م.
ب.له مجموعة من الكراريس الفنية الخطية، والتي تعتبر بحق مراجع في فن الخط العربي للخطاطين ومنها الكراريس التالية:
أولا.أحسن النماذج الخطية لتحسين خطي الثلث والنسخ:وهذه الكراسة مشق عليها وقلدها وسار على نهجها الكثير من الخطاطين العراقيين المتقدمين ومنهم الخطاطون عبد الغني العاني (وهو الخطاط الوحيد الذي أجازه الخطاط هاشم البغدادي)ومهدي الجبوري وصادق الدوري(وقد استشهد الخطاط وليد الاعظمي بكتابه تراجم خطاطي بغداد بنموذج له يقلد فيه الرفاعي من هذا الكراس والنص هو (وبه نستعين ونستجير...) وحميد السعدي وعبدا لرضا بهية وغيرهم كثيرون، وأخيرا فان الخطاط العراقي الكبير عباس البغدادي قام بتقليدها ومحاكاتها في كراس الخط العربي الذي كتبه والمعروف(ميزان الخط العربي)والذي طبعه ببغداد العام( 1988) م.
ثانيا.القصيدة النونية بالألطاف الجليلة الربانية:وهي الأخرى قلدها ومشق عليها الكثير من الخطاطين العراقيين المعاصرين، وذلك لكون كتابات خط الثلث فيها قوية وموزونة ومرتبة ومسطرة بطريقة متقدمة ومفيدة, وهي تعطي للخطاط الملكة الخطية المتقدمة في كتابات خط الثلث على الأسطر المتعاقبة،أورد الخطاط وليد الاعظمي تمارين للخطاط عبد الغني العاني استشهادا عليها في كتابه تراجم خطاطي بغداد(ص 301-304).
ثالثا.كراسة في تعليم خط التعليق: وهذه الكراسة تم طبعها مرتين الأولى في القاهرة والثانية طبعت في بغداد /دار الكتب العراقية/من قبل السيد محمد اعتماد ألكتبي ،فيها الفباء حروف خط التعليق والاتصالات وأبيات شعرية والكراسة مكونة من( 8) صفحات.
رابعا.كراسة في القصيدة المنفرجة بخط التعليق:تمت طباعتها في القاهرة وهي كراسة جميلة وبديعة تحوي أبيات شعرية للقصيدة المنفرجة، ،تمثل خط التعليق  وكتاباته على الطريقة والأسلوب التركي،زادت عدد صفحاتها على الثمانين صفحة.
خامسا. كراسة في الخط الديواني : طبعت في القاهرة ولاتتجاوز صفحاتها (15) صفحه ,كتبها على طريقة الديواني التركي.
ج.قطع ونماذج لوحات خطية مطبوعة على قطع ورقية أو كارتون منتشرة في المساجد والجوامع المحلات والأسواق والبيوت.
د.عدد من المصاحف(12) مصحفا والتي كتبها بخط يده، ومنها مصحف فؤاد الأول الذي قضى ستة أشهر في كتابته، وستة أشهراخرى في زخرفته كما ذكرنا.

مميزات خطه التي ميزته عن باقي الخطاطين :

لقبه العارفون بفن الكتابة الخطية بأمير الخط العربي في القرن العشرين يعتبر بحق، وعدته ركناً مجدداً للخط العربي في مصر. وقد ذكر في أحد المصادر انه كان يجيد اثنى عشر نوعاً من الخط إجادة تامة إلى جانب إجادته التامة لفن التذهيب والزخرفة.
ومن مميزات الرفاعى الخطية أنه كان يقلد كبار الخطاطين تقليداً دقيقاً، ويذكر ذلك في صلب اللوحة التي يكتبها، كما كان بارعاً فى الكتابة المرسلة والمدمجة والمركبة. و لما كتب القصيدة النونية راعى فيها جميع القواعد الفنية التي يجب إتباعها في كتابة خط الثلث. وراعى في كتابته أن تشتمل على جميع أشكال الحروف التي يستعملها الخطاط في كتابته، والتي أبدعها الخطاطون السابقون من اختزالات و اختلاسات وغيرها من التصرفات. كما التزم بروح التشكيل التي يجب أن تكون سائدة في خط الثلث، وقام بالتصرف فيها بشكل يؤدى إلى جمال الكتابة والتزم بذلك. و لم يقم الرفاعى بأداء كتابة شاذة، أويغير في شكل الحروف أو ميزانها، تحت حجة التركيب وغيره من الحجج، كما يفعل غيره من الخطاطين.
كما انه التزم بأن تكون كتاباته متسلسلة في حالة الإرسال والتركيب، فلا يقدم حرفاً على حرف ولا مقطعاً قبل مقطع، فهو ملتزم بسلوك الورعين الذين يحافظون على سلامة الكتابة القرآنية تسهيلاً يساعد على تسلسل قراءتها. والرفاعى أبدى براعته في الكتابة في جميع الإشكال الهندسية، وكتب لوحات جامعة لكل أنواع الخط العربي، كما برع في التراكيب الخطية، و كان ميزان كتابته في خط الثلث ميزاناً مضغوطاً نوعا ما، بحيث ظهرت حلاوة هذا الأسلوب في كتابته المرسلة، وغيره قد يزيد من اتساع بسط القلم مثل حامد الآمدى، بحيث لو وضعت لوحتين من كتابة هذين الرجلين لظهر الفرق واضحاً في حلاوة خط الرفاعى.
الخاتمة:
 يعتبر الشيخ عبد العزيز الرفاعي من الخطاطين البارعين والمتميزين والمؤثرين في توجيه وتعبئة حركة الخط العربي، وله الفضل في إحياء حركة الخط العربي وإعادة الحياة إليها عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي في العالم الإسلامي عموما والعالم العربي و مصر خصوصا للأسباب التالية:
ا.كان الشيخ الرفاعي(رحمه الله)غزير الإنتاج،ولاتزال القطع والأعمال الخطية التي نفذها تطبع ويتم تد اولها في معظم البلدان العربية والإسلامية مصر وتركيا خاصة.
ب.كتب مجموعة من الكراريس والامشق المميزة والخطوط وعناوين الكتب والقطع واللوحات الفنية الخطية،والتي تدرب وجود عليها الكثير من الخطاطين  للوقت الحاضر.
ج.درس وأجاز مجموعة كبيرة من الخطاطين وبرز عدد كبير منهم، وبهم وبواسطتهم استمرت سلسلة الخط والخطاطين الأتراك والمصريين والعرب(ذكرنا عددا منهم سابقا).
د.أتقن وتمكن وأجاد وبرع في جميع أنواع الخطوط العربية التي درسها وكتبها،وخاصة الثلث والجلي ثلث والنسخ والطغراء والتعليق والجلي تعليق والديواني والجلي ديواني،يكتبها بسلاسة وسرعة وبأسلوب أخاذ ومحبب وأصبح المثال الذي يحتذى به في سلسلة الخطاطين المشهورين،فهو يجيد التراكيب الصعبة والمتداخلة ولا يجد مشقة في تركيب أية عبارة يريد كتابتها بل أنك تجد حروفه تبدو دليل على صحة ما أشرنا اليه .
ﻫ.برع وأجاد وأتقن في زخرفة اللوحات الخطية التي كتبها،كما أجاد وتفوق في عملية صناعة الورق المجزع(الآبرو)وتزعم حركة الخط ولقب بأمير الخطاطين لمكانته وتمكنه وفنه وأصبح سفير الحرف العربي في القاهرة عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي في وقت كانت فيه حركة الخط العربي تحتضر في تركيا بعد الانقلاب الكمالي وتبديل الحرف العربي بالحرف اللاتيني،وللسبات الذي كان يخيم على ساحة الخط والحرف العربي في مصر والبلدان العربية الأخرى .

المقالة منشورة على صفحات مجلة مناهل جامعية العدد (53) لسنة 2014الصادرة عن  جامعة الموصل